التطور الصناعی ودوره فی تلوث التربة وعلاقته بصحة الإنسان فی کلا من مصر و الصین

Abstract

الصين هي البلد الأکثر کثافة سکانية في العالم ولکن لديها أرض خصبة نسبيا ومخزون أقل من المياه غير الملوثة، لذا نجد إن الحفاظ على جودة أراضيها الزراعية أمر بالغ الأهمية إذا أرادت الصين إطعام عدد سکانها الکبير والمتزايد، ومع ذلک فإن الصين هي واحدة من البلدان التي تملک أکبر مساحة من التربة الملوثة، ويعد السبب الرئيسي للتلوث الناجم عن الأنشطة الزراعية في المقام الأول من الکميات المفرطة من المبيدات والأسمدة المستخدمة في الأراضي الزراعية، ويقع بشکل رئيسي في الجنوب حيث يتم إنتاج معظم المواد الغذائية ويرجع أسباب التلوث الناجم عن الأنشطة الصناعية إلى الملوثات الصناعية (الغازية) الموجودة بالهواء وتوجد بشکل رئيسي في غرب البلاد، حيث تتم معظم الأنشطة الصناعية. ويعزى التلوث الناتج عن التحضر أساسا إلى الکمية الکبيرة جدا من النفايات الصلبة والسائلة والغازية المتولدة في منطقة صغيرة مع مرافق معالجة غير کافية وأبخرة العادم الناتجة من المرکبات وتوجد حول أکبر المدن أو الطرق والنتيجة هي أن خمس الأراضي الزراعية في الصين ملوثة، وأن مساحة بحجم تايوان ملوثة لدرجة أنه لا ينبغي السماح للزراعة بها على الإطلاق، ويعرف تلوث التربة الزراعية بأنه هو "التدهور الذى يصيب التربة الزراعية فيغير من صفاتها وخواصها الطبيعية والکيميائية والحيوية بشکل يجعلها تؤثر سلباً بصورة مباشرة أو غير مباشرة على من يعيش فوق سطحها من انسان وحيوان ونبات، ويتوقف التلوث بالتربة الزراعية على مصدر التلوث، صفات التربة، الظروف المناخية والعوامل الطبيعية وقد يکون بصورة فورية مثل الزلازل والبراکين أو بصورة تدريجية مثل  الإسراف في استخدام المبيدات والأسمدة المعدنية وإعادة استخدام المياه العادمة فى ري الأراضى، تلعب التربة دوراً هاماً في نمو النباتات وحياتها وتعد الأساس الذي تقوم عليه عمليات الإنتاج الزراعي والحياة الحيوانية کما تحتوي التربة على کثير من الکائنات الحية الدقيقة والديدان والحشرات، وتکمن أهمية التربة في کونها وسطاً يدعم النباتات التى تنمو فيها الجذور ومنها تمتص النباتات الماء والأملاح الذائبة التي تحتاجها، ويتوافر في التربة العوامل البيئية المختلفة من الجفاف والرطوبة والتهوية والحرارة والملوحة وغيرها وتعد کذلک أحد المکونات الرئيسية لدورات العناصر الأساسية الطبيعية، وذلک لأن مکونات التربة تعتمد على مکونات الهواء والماء وترکيب الهواء يعتمد على التربة والماء وهکذا. کما تعد التربة من أکثر الأنظمة الطبيعية تعقيداً لأنها تؤلف نظاماً خاصاً متعدد الأطوار وغير متجانس فهي تتکون من طور صلب وطور سائل وطور غازى، وقـد ساهم الإنسان فى تلوث محيطه منذ القدم ولم يهتم بهذه المشکلة فى حينه، وذلک بسبب التعداد السکاني القليل. لکن مع زيادة تعداد السکان وتناقص إنتاجية التربة بسبب التلوث ساهم ذلک فى تدني مستوى المعيشة، ولقد شهدت الصين نمواً اقتصادياً مثيرا مصحوبا بتدهور بيئي هائل على مدى العقود الأربعة الماضية مما أثر هذا المستوى غير المسبوق من الدمار البيئي على الصحة العامة والتنمية الاقتصادية.