برزت التنمية المستدامة كمفهوم في أوائل الثمانينات، تركيزا على القضايا البيئية العالمية. وحظيت المدن والتحضر باهتمام أقل من حركة التنمية المستدامة. وفي أوائل التسعينات، شدد إعلان اسطنبول بشأن المستوطنات البشرية بشكل خاص على أهمية الاستدامة في السياق الحضري. ومنذ ذلك الوقت، أصبح المجتمع الدولي يعترف بنوع المشاكل التي تعاني منها المناطق الحضرية والحاجة إلى إيجاد حلول لتحقيق التنمية الحضرية المستدامة. وقد جعلت ضغوط النمو الحضري، التي أدت إلى غياب المساكن بأسعار معقولة، والافتقار إلى المناطق الخضراء والمفتوحة، والمشاكل الشديدة في مجال العمالة والنقل، من الصعب التفكير في كيفية اعتماد مبادئ الاستدامة في المناطق الحضرية الكبرى. وفي القاهرة الكبرى، كان هناك سياق حضاري فوضوي منذ أكثر من 35 عاما، تتعامل الحكومة الحضرية مع إدارة النمو الحضري باعتبارها حلول مجزأة. وكان غياب رؤية طويلة الأجل للنمو الحضري والتكامل بين السياسات الحضرية هو الحال دائما في صياغة سياسات التخطيط العمراني المصري. وقد ولدت هذه الحالة الفوضوية مشاكل حضرية معقدة، تتجلى في شكل نمو حضري واسع في الأراضي الزراعية، والتنقل اليومي من وإلى قلب المدينة، وزيادة معدل الاعتماد على السيارات الخاصة، وزيادة معدل تلوث الهواء والماء. وقد أهمل التكامل بين الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والبيئية. لذا يركز هذا البحث على توفير المتطلبات الرئيسية لتحقيق التنمية الحضرية المستدامة في حالة القاهرة الفوضوية التي تشهد نموا حضريا سريعا من خلال بناء إطار مفاهيمي للتنمية الحضرية المستدامة للإقليم.
CITATION STYLE
مراد, أ. م. ن. (2018). التنمية الحضرية المستدامة للقاهرة الكبرى كمدينة متروبوليتان. Baheth, 1(1), 1–20. https://doi.org/10.21625/baheth.v1i1.218
Mendeley helps you to discover research relevant for your work.