التمهيد : تعدّ التراكيب المستعملة في مواقف التواصل بين أبناء المجتمع اللغويّ الواحد من أهم السمات التي تمثل الصورة الحقيقيّة للنظام اللغوي في اللغات الحية ومنها العربيّة ؛ ولقد وجد الباحثون أنّ لكل لغة من هذه اللغات قوانينها الخاصة ، ونظامها الذي يُتبع في عملية التخاطب والتواصل اليومي ، وهذا النظام يُراعى من كلّ مستعملي اللغة ، فالاستعمال هو الوجه الذي يظهر حقيقة اللغة إذ بدونه تعدّ اللغة )) فكرة نظرية مجردة ، وقدرة بالقوة لا شاهد لوجودها إلاّ المنجز منها ولا سبيل إلى بناء أسسها إلاّ بالاستعمال (1) (( ، واللغة تكون على مستويات وظيفية مختصة في الاستعمال ، ومنها المستوى النحويّ إذ تقوم وظيفته على رصد قضية المعنى أو القصد حينما يتمّ تحليل الأنساق اللغويّة وذلك عبر )) رصد الأدوات النحوية الدالة على المعنى الوظيفي الرابط بين المعاني المعجميّة(2) (( . وكان الاستعمال اللغوي من الأسس المهمة التي قام عليها البحث اللغويّ عند القدماء إذ جعلوه آلية من آليات استنباط القواعد اللغويّة الفصيحة وتثبيتها ، واصطلحوا عليه بـ) كلام العرب ) أو بـ (القياس اللغويّ( ويعنون بذلك أصحاب السليقة من قبائل العرب مثل قريش وغيرها .
CITATION STYLE
داود, أ. ج., & ظاهر, ح. ص. (2018). ( أرأيتَكَ) في القرآن الكريم دراسة وظيفية. لارك, 1(32), 120–130. https://doi.org/10.31185/lark.vol1.iss32.1177
Mendeley helps you to discover research relevant for your work.